جثى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على ركبيته، بعيونه الوادعة والحنونة وهو يستقبل بطلة عراقية شاركت في بطولة طوكيو البارلمبية ٢٠٢٠ في لعبة المنضدة ممثلة عن بلدها العراق .

الكاظمي ظهر وهو يلاطف هذه الفتاة الشامخة، رغم اعاقتها التي لم تمنعها من التصدي والمشاركة في لعبة المنضدة، رغم انها بلا ساقين وبيد واحدة فقط، لكنها إرادة الحياة والتحدي، فالأنسان طاقة جبارة لا تحدها جغرافية ولا زمان، خاصة حين يتوفر لهذا الإنسان دافع المواجهة أمام الظروف، والطبيعة، وقسوة الأقدار.

وكما يقول الشابي:

ومن يتهيب صعود الجبال

يعش أبد الدهر بين الحفر

الكاظمي جثى بصورة لم ولن تتكرر لرئيس دولة مثيلاً لها، كيف لا وهو يكرم الابداع العراقي، ويتوج الصمود والصبر والشجاعة العراقية بوسام شرف وطني لهذه الفتاة الباسلة، وليكتب درساً اخر في كيفية التواضع والبساطة والحب الحقيقي، وليترجم الى لغة الصدق، كيف يقترب الحاكم من الناس بدون رتوش وافتعال وتمثيل، لقد أثبت الكاظمي بهذه المبادرة التلقائية أنه أب عطوف، وعاشق عراقي شغوف لتفاصيل بلاده.

وحسبه امير المؤمنين (علي ابو الفقراء)، الذي يوصي مالك الاشتر، فينجز اعظم ورقة اصلاح للحاكم والناس،(وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ ، والْمَحَبَّةَ لَهُمْ )

فطوبى للسائرين على خط علي الذين يزعون المحبة، ويفتحون قلوبهم لعامة الناس

.