تحليل امني يحذر من دخول داعش لخمس مناطق حساسة من جديد
مع تحرير راوة والقائم في تشرين الثاني الماضي، وهما بلدتان عراقيتان قريبتان من الحدود السورية، بدا تنظيم داعش في وشك الهزيمة النهائية.
وكانت الجماعات المسلحة الارهابية فقدت معاقلها الحضرية الاخيرة التي اتخذت خلال مسيرتها الدرامية من خلال العراق.
غير أن تحليلاً لم يتم عرضه في اجتماعات التحالف الدولي الاخيرة التي عقدتها الامم المتحدة يتكلم عن حالة اكثر تعقيداً في ارض الواقع، وهي حالة تتسم باعتبارات انسانية دقيقة وامكانية ظهور مسلحي داعش مرة اخرى.
ووفقاً للامم المتحدة، فان خمسة من المناطق التي تم تحريرها حديثا من الجماعة الارهابية داعش، تحتاج بشكل عاجل الى الاستقرار.
ليزا غراندي رئيس برنامج الامم المتحدة تقول “هناك خطر من انه اذا لم نقم باستقرار هذه المناطق سريعا، فان التطرف العنيف سيعود اليها مرة اخرى، والمكاسب العسكرية المتحققة ضد داعش يمكن ان تضيع”.
وتظهر المناطق التي تركزت بها داعش، الكثير من القضايا التي تواجهها الحكومة العراق وحلفائها الدوليين في محاولة توجيه اموال لضمان استقرار المناطق الحساسة والحد من تهديد خطر داعش.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكي شارك في مشاورات تحليل ظهور داعش مجدداً بالمناطق الرخوة “لاتزال هناك جيوب لمسلحي داعش تتطلع لشن هجمات وتسبب اضراراً في المناطق المحررة، انهم لايزالون يختبئون”.
ووفقاً لمسؤولين في الامم المتحدة والولايات المتحدة الذين عملوا في على صياغة الوثيقة، فان المناطق المعينة المعرضة لخطر داعش، تستند الى عدد من المقاييس بما في ذلك عدد الحوادث الامنية والخلايا النائمة فيها، فضلاً عن وجود جماعات سياسية داعش للجماعة الارهابية.
وتم تشخيص مدينتين، احداهما تلعفر والاخرى القائم، لقربهما من الحدود السورية. وقال مسؤول الخارجية الامريكية “لاتزال هناك جيوب لداعش في سوريا بالقرب من المناطق التي تم تحريرها مؤخراً”.
وتم اختيار المناطق الاخرى التي تم تسليط الضوء عليها عبر الخارطة، بما في ذلك بلدات الحويجة وطوز خرماتو والشرقاط، بسبب المخاوف السياسية الامنية التي تشهدها بأستمرار. وتعد مناطق الحويجة وطوز خورماتو متنازع عليها ودائما نقاط خلال سياسي”.
ويعدّ عدم الاستقرار الاساسي في تلك المناطق هو جزء دفع الامم المتحدة الى تجميع الخريطة كوسيلة لتوجيه تمويل الاستقرار، فالاموال المستخدمة لتسهيل عودة النازحين العراقيين الى المناطق الأكثر حساسية امر صعب في الوقت الحاضر.
ويرى محللون قلقون أن هناك مجالات رئيسية ذات اهمية محتملة. فيما يقول مايكل نايتس، الزميل البارز في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى “مسلحو داعش في مكانين لا يوجدان في الخريطة”. وعلى سبيل المثال بحسب نايتس “المنطقة الحمراء الاكثر خطورة يمكن القول عنها هي محافظة ديالى”.
ولطالما كانت محافظة ديالى، نقطة ساخنة للعنف، ووفقا للبعض، فان عدد التفجيرات والهجمات المباشرة ضد المدنيين في عام 2017 كان مرتفعاً كنا هو الحال في اجزاء من عام 2013. وأشارت صحيفة ويست بوسنت الصادرة في شهر آب من العام الماضي الى ما يجري في ديالى تمرد كامل يقوده تنظيم داعش، بحسب الصحيفة.
وتشير الخرائط الى المناطق الساخنة المعروفة سابقاً بإسم “حزام بغداد” وهي مناطق سكنية وزراعية، شهدت في السابق مستويات عنف وتمرد وعمليات انتحارية.
اترك تعليقاً