كيف تصبح كلشي وكلاشي في سبعة أيام : وليد الحلي

كيف تصبح كلشي وكلاشي في سبعة أيام : وليد الحلي اخبار سلايدرمحلية
انسخ الرابطhttp://www.chalabi-iq.com/archives/491

سبعة أيام بإمكانها أن تحولك من إنسان بسيط إلى صاحب أرفع المناصب في الدولة لكن شريطة أن تكون عضو في حزب معارض للنظام السابق حتى لو كنت على الهامش في حزبك وأن يدرج اسمك في لائحة الخدمة الجهادية حتى وإن لم تحمل يوماً السلاح لمقارعة ذلك النظام .
الأمر ليس بالمزحة ولا يحتاج إلى خرزة حظ أو حرز يعمله أبو علي الشيباني بل هو في غاية البساطة مجرد أن يكون اسمك وليد الحلي فهذا يكفي لتكون قيادياً من الرعيل الأول في حزب الدعوة الإسلامية ومستشاراً بشؤون مدري شنو للرئاسات .
في ثمانينيات القرن الماضي وتحديداً عندما شنت الأجهزة القمعية حملة مجنونة ووحشية ضد كل من تشك لمجرد الشك بانتمائه لحزب الدعوة أو حتى مجرد معرفة لشخص ينتمي لهذا الحزب وراح ضحية ذلك الشك الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في أحواض التيزاب والمثرامة وغيرها من أساليب التعذيب الوحشية خلال هذه الهجمة المسعورة تم اعتقال وليد الحلي بتهمة الانتماء لحزب الدعوة .
وبطبيعة الحال كان من المفترض أن يتحول الحلي إلى مجرد ذكرى لكن ما حدث عكس ذلك تماماً فبعد سبعة أيام فقط أطلق سراحه من غياهب معتقلات البعث قيادي في حزب الدعوة يطلق سراحه بعد أسبوع واحد فقط ! .
ليس ذلك فحسب بل لم يمضي على خروجه من المعتقل سوى وقت قصير حتى غادر العراق بجواز سفر أصولي غير مزور وعبر المنافذ الحدودية الرسمية على خلاف ما هو معتاد في حينها حيث يضطر أعضاء أي حزب معارض إلى تزوير جواز السفر وتغيير أسمائهم للتمويه هذا في حال لم تكن وجوههم معرفة للأجهزة القمعية أما إذا كانت أوصافهم منتشرة في المنافذ الحدودية فلا سبيل لهم سوى مغادرة العراق بطرق غير شرعية للحفاظ على حياتهم .
وانتهت حقبة البعث ليعود الحلي إلى العراق سالماً غانماً شاكراً لأيامه السبعة ويصبح عضواً في الجمعية الوطنية في حكومة الجعفري ونائباً في البرلمان ومن ثم وبقدرة قادر تحول إلى مستشار لرئيس الجمهورية في الدورة السابقة ومستشاراً لرئيس الوزراء في الدورة الحالية لكن لا أحد يعرف مستشاراً بأي تخصص .
ولا يفوتنا التذكير بأن الحلي لم يفوت موسماً للحج منذ عودته إلى البلاد وحتى الآن ليسجل بذلك رقماً قياسياً لم يصل إلى غيره بحسب ما تؤكد مصادر مطلعة