الحقيقة تقال: الاعرجي يواصل صناعة الأمن المجتمعي ..
في رصد متواصل من قبل (الجلبي شمس لن تغيب) لأداء بعض المسؤولين في حكومة الكاظمي، تمكن من رصد عدد منهم سواء كان الاداء سلباً أو إيجاباً، ومن بين هؤلا المسؤولين، مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي، فهو في تحركاته النشيطة بين مختلف الفعاليات المجتمعية والسياسية، يحاول جاهداً ان ينسج خطوطاً متقطعة، ويحاول اعادة ترميم الخراب الذي عم البناء المجتمعي من خلال نهج لا طائفي واضح، ويريد ان يبني منظومة أمنية قائمة على قاعدة رصينة.
الأعرجي يساهم في بناء قاعدة وتعزيز بناء مؤسسة Foundation ذات فعالية اكثر وقدرة وتماسكاً في مواجهة التحديات التي تستجد، ويؤمن أن العمل الأمني “صناعة” دقيقة وصعبة، ولا يمكن للأرتجال، والبحث عن الحلول الترقيعية ان توصل البلاد لاستكمال مشروعها الأمني الناجز.
المتابع لتحركات مستشار الأمن الوطني الأخيرة، وزياراته المكوكية، وقنوات الحوار التي بدأ يفتحها في داخل وخارج البلاد، سيجد أن الرجل يقود دبلوماسية أمنية، وأيضاً يعمل على ترسيخ الأمن الدبلوماسي من جانب اخر، بمعنى أن تعزيز وجود جميع الأطراف الصديقة للعراق يؤمن له الاتكاء على حلفاء جادين وصادقين في دعم مسيرته، وأيضاً فأن الأعرجي يهيئ الأرضية المناسبة لتأمين هذه الدبلوماسية في الداخل من خلال التواصل مع كل الفئات والفعاليات والقوى المختلفة.
أن أهلية الأعرجي وخبرته، ومقبوليته تؤمن له أن يعمل بشكل أوسع من إجل استكمال بناء أواصر اكثر قوةً بين الدولة والفعاليات المجتمعية، داعماً تجربة الكاظمي ومكملاً فيها أدائه الامني والحكومي، وهنا يحتم على الحكومة العراقية، لاسيما مكتب القائد العام للقوات المسلحة منحه المزيد من الضوء الأخضر، لتمرير اجندة بناء التفاهمات الناعمة، والاستعاضة عن مفهوم استعراض القوة الصلدة، بتعزيز القوى الناعمة التي من شأنها قيادة حوار وطني شامل ينتهي لصيغة مصالحة شاملة، وتسوية مقبولة في البلاد، وعندئذ سينجح الكاظمي في مهمة الأستعادة المنشودة، وسيكون لموقع الأمن أولوية دون اللجوء الى أساليب معروفة وتقليدية.
أننا بحاجة الى طرف وطني مقبول وخبير ليقود وساطة شاملة ترعى انجاز صفقة متكاملة، وتجنب العراق المزيد من الصدامات، ونعتقد أن تحركات الأعرجي الآن في هذا المسار بالتحديد.
اترك تعليقاً