الهيئة العامة للضرائب : ايرادات اعلى ولا مساس بالمكلف البسيط
من جديد سجلت الهيئة العامة للضرائب قفزة كبيرة في حجم ايراداتها الشهرية، حيث بلغت مجموع ايراداتها الكلية في شهر تموز 176،537،239،367 مائة وستة وسبعون مليارا و خمسمائة وسبعة وثلاثون مليونا ومائتان وتسعة وثلاثون الفاً وثلاثمائة وسبعة وستون ديناراً ، وهو مايعد القفزة الاعلى في تاريخ ايرادات الهيئة التي لم يسبق الوصول اليها على الرغم من الظروف الاقتصادية غير الطبيعية التي يمر بها البلد، مع الاشارة ان هذا الانجاز الكبير على مستوى الايرادات تحقق بدون المساس بالمواطن المكلف البسيط او تحميله اية زيادات او اعباء اضافية، واقتصرت على ضرائب حركة التجارة والاستيراد الخارجية التي كانت تتسرب وتضيع في السنوات السابقة بسبب الفساد الاداري وعدم الرصد والمتابعة، وهو منهج جديد دأبت عليه الهيئة في ادارة السيد شاكر الزبيدي مدير عام الهيئة الذي يتولى الاشراف التفصيلي المباشر على كل مفاصل العمل والسعي لاعتماد نظام (الاتمتة) الالكترونية لتقليص حلقات العمل الزائدة ورصد ومنع عمليات الفساد المعروفة التي كانت سائدة في عمل الهيئة للسنوات السابقة، وهو ماسيتم اقراره والعمل بموجبه خلال الفترة القليلة القادمة.
ومن المتوقع ان تكون ايرادات الشهر الحالي (آب 2020) اعلى بكثير من ايرادات شهر تموز بسبب استحصال ضرائب عمل شركات البترول في العراق والتي تقدر بمبلغ يتراوح بين 500 الى 600 مليار دينار ، هذا غير الايرادات المتوقع تحقيقها من اعمال الشركات والمشاريع العملاقة و عقود الدولة الضخمة التي كانت تتفنن في طرق التهرب الضريبي وافساد كادر الهيئة بالرشاوي الضخمة لتجنب تسديد المستحقات الضريبية الفعلية المتراكمة عليها.
وربما كان الملمح الاهم في عمل هيئة الضرائب الان كنموذج وظيفي لابد ان يحتذى في باقي مؤسسات الدولية الخدمية الاخرى، ان هذه الايرادات النوعية العالية جدا في تاريخ الهيئة لم تمس المواطن المكلف (البسيط)، ولم تغير تعريفاتها الضريبية ازاءه، بل حافظت على التعريفات السابقة ذاتها ولم تعمد الى اثقال كاهله باية ضرائب او استحصالات جديدة، بل وضعت نصب عيني عملها المتهربين والمتسربين الكبار وهو منهج عمل دقيق وعادل في التعامل مع المكلفية الضريبية تجاه من تتوجب عليه فعلا. وهو نجاح كبير يعود الى القيادة الشابة النزيهة التي اعتمدها مدير عام الهيئة كوادرَ لادارة العمل بعيدا عن البيروقراطيك والفساد والروتين في العمل، لعرقلة مساره ومن ثم فرض الاتاوات والرشاوي على المكلفين، حسبما ماكان سائدا في العهود القريبة السابقة.
اترك تعليقاً