الكلداني: قرباناً للعراق
تمر هذه السنة الذكرى السابعة لملحمة النصر والفداء التي سطرها شعب العراق وفرض حقيقتها على المنطقة، بل فرض حقيقتها على الوجود.
يمتزج شعور الفخر بالألم والظفر بالتحدّي والقوة بالمسؤولية.
أكتب لكم اليوم، وتأخذني بين الغصّة والغصّة عزّة وبَسمة.
فإننا يا إخوتي إذ نستذكر توغّل العدو الإرهابي التكفيري الداعشي في بلادنا، نستذكر قيام المقاومة العراقية بدحره.
يذهب بنا الوجدان إلى شهداء أعزاء فقدناهم، من شهداء مجزرة سبايكر المظلومين إلى كل شهيد في كل حارة وزقاق وبيت عراقي، إلى القادة الذين صنعوا النصر وسلمّوه للبلاد على الأرض ثم صعدوا إلى السماء شهداء طاهرين.
أكتب لكم اليوم، وتأخذني بين الدمعة والدمعة، تنهيدة انتصار وشكران.
لقد دفع العراق الديّة يا سادة.
لقد قدمت بلادنا دماءها وشبابها وشيبها، لقد صمد أهلنا وشعبنا أمام أعتى وأفتك أنواع الحروب التدميرية، ورياح الخيانة أتتنا من كل صوب.
منهم من سلّم أعناق الأبرياء
ومنهم من هرب ليحمي نفسه
ومنهم من باع واشترى فوق الدم
ولكن منهم من وقفوا وخاضوا أشرس المعارك، وخرجوا منها محرزين نصراً قدموه للجميع، وأهدوه قرباناً لوحدة العراق.
كما قالت رؤيا يوسف، “سبعٌ عجاف”..لقد مرت أعوام سبع عجاف على العراق لكننا بدأنا نشعر بالفرج وبالسنبلات الخضر. ما زرعناه خلف الشهداء في بستان العراق بدأ يزهو ويزهر. هوذا العراق محور التلاقي والحياكة السياسية والأمنية بعد أن كان مشرذماً منسياً متروكاً في العواصف. هوذا العراق يأخذ موقعه وينهض من شبابه في الساحات إلى قضائه إلى أمنه إلى دبلوماسيته إلى نفطه إلى حضارته.
كل ما يحدث حولنا، من تفاوض ولقاءات
كل ما حدث في العام الذي مرّ، وليس آخرها زيارة البابا التاريخية…كل ما مرّ وسوف يأتي، لم يكن ليصل إلينا، ولم نكن لنصل إليه، لولا القربان الغالي الذي قدّمه العراق.
هذا عيد الفداء في العراق، الذي هزم داعش، ببطولة سطّرها التاريخ، وكتبها الدهر.
وهو اليوم، ذكرى العام السابع، وإننا اذ نسأل الله أن تكون انتهت “سبع عجاف” من عمر العراق، نكرر شعارنا منذ تلك المعركة ونستمر: ما دافعنا عنه بالدم، لن نبيعه بالسياسة
كل عام، وعيون المقاوم تسهر للدفاع عنه وتقديم الدم كلّما طلبته الأرض.
ريان الكلداني
اترك تعليقاً