ياشعب العراق: ــ من فعلت بكم الأفاعيل هي أسرائيل.. وليس أميركا!!
العبادي وترامب : ـ تفاهما على عراق مابعد حزيران عام 2017 .. ـــ (أسرار وتحولات)
بقلم: سمير عبيد – خبير سياسي وأستراتيجي
(( وأيضا مقالتي هذه ليست لقراء المانشيت، وليست لذوي الصبر القصير، وليست للغارقين بعواطفهم، وليست لأصحاب شعار ” مطربة الحي لا تُطرب”!!.))
توضيح مهم للغاية : ــ
لمن لا يعرف السياسة الأميركية من الداخل يعتقد بأن أسرائيل هي الآمر الناهي في الولايات المتحدة .وهذا خداع مارسه الإعلام الأميركي والغربي فأوقع الأذن والعين العربيتين به منذ أكثر من 60 عاما ولا زال السيناريو مستمرا…… لكي يبقى العرب درجة ثانية وثالثة ورابعة من الناحية السياسية والتأثيرية في المنطقة والعالم…. ولكي يبقى القادة العرب والشعوب العربية على هزيمة نفسية مستمرة أمام أسرائيل. وهذا ما حصل!.
نعم لأسرائيل لوبيات قوية وتفهم العقل الأميركي.ونعم هناك أبناء أسرائيل ” اليهود” في أماكن حساسة في المفاصل الأميركية.ولكن تبقى أميركا أولا، وتبقى الولايات المتحدة تحرس نفسها من أسرائيل ومن غيرها ثانيا….. وجميعنا نعلم كم من الجواسيس الذين هم في السجن وتهمتهم التجسس لصالح أسرائيل… وكم من المشاكل السياسية والأقتصادية والأمنية بين أمريكا وأسرائيل ولكن هناك ( لوبي سياسي وأعلامي) لا يظهرها للعلن لكي لا تُهزم أسرائيل نفسيا!!.ولأن بالمقابل غياب تام للوبيات العربية بقي اللوبي الإسرائيلي منفرد في الساحة الأميركية و يخدعنا ويخدع شعوب المنطقة بأسرها!!……
وأن أخر عمل جبار قامت به اللوبيات الأسرائيلية في الولايات المتحدة عندما أوصلت طبقة “المحافظون الجُدد” الى أدق تفاصيل صنع القرار في الولايات المتحدة عندما وصل (بوش الإبن) لأدارة الولايات المتحدة… فتمكن “اليهود المتصهينين” وبمساعدة أنصار الكنيسة الأنجيلية من تدشين ( حروب صليبية) تحت ذريعة الإرهاب…. فعبثوا في الأسلام عندما نشروا الإسلامفوبيا في داحل أميركا والعالم… وأسقطوا العروبة في عقر دارها عند غزو العراق وتدميره.. وهذا يعني أضعاف الأسلام لأن العروبة والإسلام مشروعان متلازمان أحدهما يُكمل الآخر…. ودمروا العراق الذي يُمثل قلب العروبة والشرق الأوسط والذي في عنقه دين نبوخذنصر من وجهة نظر اليهود…. ثم نشر الفوضى العمياء في المنطقة العربية… لكي تبقى أسرائيل الأقوى في المنطقة بعد تحقيق مخطط ( بلقنة الدول العربية المحيطة بها) ولقد تحقق ذلك وعلى حساب أميركا طبعا!!.
لماذا شعر “ترامب” بالعار… وشعر بالفاجعة!!؟
لنعود الى الوراء قليلا ونتذكر خطاب قسم الرئيس الأميركي ” ترامب” وعندما وجه نقدا قاسيا لسابقيه من الرؤساء وبحضورهم. وأتهمهم بالكذب على الشعب الاميركي. ثم خاطب الشعب الأميركي ( لقد ولى زمن الكذب والخداع. سأعمل لأجلكم ولأجل أميركا قوية وسيدة، وسوف أجعل أمنها أولا!!). وكان يقولها بمرارة!!……
ثم سمعنا خطاباته القاسية والناقدة للخروج من العراق، ونقده للخسائر الجسيمة “المادية وبالأرواح” التي قدمتها أميركا ثم تعطي العراق الى إيران ( حسب قوله!!)……..
ترامب مفجوع……!!
ولهذا نقم على الرئيس “أوباما”، وكرهه تماما، بل أعطى أوامره لتطبيق ( شلع قلع) لجميع أثار وقرارات الرئيس أوباما. وقلع شلع لجميع السفراء في وزارة الخارحية وبعثاتها. لأن الرئيس أوباما وعندما جاء لأدارة الولايات المتحدة وأكتشف أن ( ملف العراق بيد أسرائيل وليس بيد أميركا..جبن ولم يفعل شيء!!) وابقى على الشخص الذي خولته أسرائيل بأدارة ملف العراق في واشنطن وهو ” جو بايدن”. ومن هنا يتهمه الرئيس ترامب “بالكذب والخيانة العظمى”….
. وجميعكم تعلمون أن الرئيس أوباما لم يزر “بغداد” إلا مرة واحدة وعاد مسرعا بعد صدمته عندما وجد (الملف العراقي بيد أسرائيل ونائبه مخول بأدارته نيابة عن أسرائيل!!)…عا
فالرئيس ترامب وعندما أكتشف المؤامرة بات يشعر بالعار والهزيمة كونه الرئيس القومي الشعبوي الغني الذي لا يحتاج لأحد. عندما أكتشف أن خسائر أميركا بالأرواح والترليونات وبسمعة أميركا عالميا كلها جاءت لسواد عيون أسرائيل ويتواطىء من بوش الإبن وباراك أوباما ومن وراء ظهر الشعب الأميركي الذي كان يدفع الضرائب ولا زال ( وهذا سر قول ترامب في حفل التنصيب: كانت الأدارات السابقة تكذب عليكم وتخدعكم!!)
ونعتقد..
أن الدولة العميقة في الولايات المتحدة تعمدت على أيصال الرئيس ” ترامب” لسدة الرئاسة لأنتشال أميركا من أسرائيل وخوفا من أكتشاف المؤامرة والتي لو أكتشفت سوف يثور الشعب الأميركي وسوف تكون قضيحة القرن…. فجاءت الدولة العميقة بالرئيس ترامب..لأنهاء تمادي أسرائيل في العراق والمنطقة وداخل القرار الأميركي.لا سيما بعد أشتراك الحزبين “الجمهوري والديموقراطي” في خداع الشعب العراقي من خلال بوش الإبن وباراك أوباما…… ومن هنا أنتقموا من ” هيلاري” في أخر الربع ساعه وتسيّد ترامب الأميركي القومي ليؤسس لـ(الخط الثالث) في أميركا!!. ويؤسس لمرحلة تخفيف ضغط اللوبيات اليهودية الصهيونية على القرار الأميركي!!.
سر أبتسامة “ترامب” العبوس مع العبادي!!
عندما وصل رئيس الحكومة العراقية الدكتور ” حيدر العبادي” الى القصر الأبيض والتقى مع الرئيس الأميركي ” ترامب” ومعه وفد جيد بمعالم أقتصادية، وبمعالم وحدوية حيث التمثيل الكردي شعر الرئيس ترامب بالأرتياح:
( ونشكر الاخ العبادي عندما التزم بنصيحتنا وأستشارتنا.. ولم يأخذ معه هواة النوم في المؤتمرات.. وهوات التقاط الصور.. والتزم بما نصحناه مخلصين : ــ بأن يأخذ وفدا أقتصاديا وخبراء كبار.. وأن يحاصر وزير الخارجية” الجعفري” كي لا نقع بالحظور!!)
وبالتالي….فأس
1. للتعبير عن سعادته بطي صفحة مظلمة عمرها 14 عاما كان فيها العراق تحت (الهيمنة الإسرائيلية) بتواطىء “سري” من أدارة بوش الإبن وباراك اوباما…. والشروع بصفحة جديدة برعاية ” أميركية” صرفة للعراق ولأول مرة وعنوانها الرئيس ترامب والعبادي” أن أغتنم الأخير الفرصة، و غير من تردده نحو الشجاعة والضرب بيد من حديد!”.
2. للتعبير عن سعادته بأرسال رسالة ” نصر” ضد أسرائيل بأنه أعاد الملف العراقي من أسرائيل نحو الولايات المتحدة بعد 14 عاما من المؤامرة… وبأرسال رسالة ” شماته” باللوبيات الصهيونية التي خدعت الشعب الأميركي بموافقة الرئيسين بوش الإبن وأوباما.
3. للتعبير عن سعادته حيث وجد رئيس حكومة عراقية سهل وبسيط، وغير مراوغ ولا يمتلك ما هو محير للرئيس ترامب.. وموافق على جميع الشروط الأميركية الجديدة. فقرر ترامب تبنيه مادام بسيطا وسهلا ومنفذا!!.
4. للتعبير عن سعادته بقرب تفكيك (الخديعة الأميركية) في العراق والتي بموجبها وفرت أدارة أوباما رعاية خاصة لـ (العلاقة بين إيران وأسرائيل) في العراق مقابل قبول أيران للمضي قدما في التفاوض حول الملف النووي ( وهو سر قول ترامب: هناك طلاسم جعلت أوباما يوقع على الأتفاقية النووية مع إيران!!)
5. للتعبير عن سعادته بقرب أنهاء مرحلة بوش الإبن، ومرحلة أوباما وأنهاء ( قرارات بريمر) في العراق. والشروع في منطق وأستراتيجية ” ترامب” في العراق ومن خلال تحالف الشركات الكبرى…….. لأن في جوف الرئيس ” ترامب” غضب شديد من أسرائيل وأيران كونهما ربحا الكثير في العراق دون أن يخسرا شيء. وكانت الخسائر بسمعة وأقتصاد أميركا وبأرواح الأميركيين…. من هنا بات الشعور واضحا أن الرئيس ترامب في طريقه ليثبت للعالم بأن ( أميركا لأول مرة في العراق) وسوف تثبت للعالم ماذا ستفعل للعراق والعراقيين!!.
وقفة مهمة:ـ
من يعتقد أن إسرائيل سهلة وسوف تخرج من العراق بسهولة فهو واهم. ومن يعتقد أن اللوبيات الصهيونية في أمريكا وداخل صنع القرار سهلة فهة واهم. فلم تقرر الخروج من العراق وتسليم الملف العراقي من أسرائيل الى الولايات المتحدة إلا بشروط صعبة للغاية وأهمها:ــ
1. التعهد الأميركي بنقل السفارة الأميركية الى القدس.
2. أنتزاع موافقة العراق بإقامة علاقات بين بغداد وتل أبيب.
3. قبول الشركات الإسرائيلية للإشتراك مع الشركات الأميركية في العراق.
4. نزول قوات أميركية لسوريا تعطي أسرائيل الأطمئنان.
5. أخراج إيران من العراق وسوريا.. وأنهاء دور جميع أصدقائها.
6. زيادة المساعدات الأميركية لأسرائيل.
تحليل ملحق لأرتياح ترامب أثناء اللقاء مع العبادي: ــ
نعم……. في هذا اللقاء بين ترامب والعبادي.. أصبحنا في الحلقة الأخيرة من مسلسل الأحتلال ( الأسرائيلي) السري للعراق. والذي كان بعلم من أدارتي بوش الإبن وباراك اوباما. فالأول أسسها والثاني سكت عنها ورعاها.
نعم……… في هذا اللقاء بين ترامب والعبادي…. أنتهت الأتفاقية الأميركية “السرية” في العراق والتي بموجبها أصبح “نوري المالكي” رئيسا للحكومة لدورة ثانية، والتي بموجبها تعهدت واشنطن برعاية الثنائية “الأيرانية الإسرائيلية” في العراق. ونصها( لا تتحرش أي دولة بالأخرى داخل العراق وكل دولة تمضي بالتفتيش عن مصالحها)……(
نعم……. في هذا اللقاء بين ترامب والعبادي… شعر الرئيس ترامب والدولة العميقة بعودة العراق للحضن الأميركي بنسبة 100% ولأول مرة. وحينها سوف يباشر الأميركيون بأدارة العراق وهذه المرة أميركيا ومن هنا على العراقيين أستشعار الفرق بين السنوات الماضية والسنوات القادمة!!.
أهم التداعيات بعد لقاء ترامب والعبادي: ـ
1. أنتهاء الحاجة لإيران في العراق.. بعد قرار أخراج (اسرائيل) من المعادلة العراقية وعودة العراق لواشنطن. وبعد تحقيقها أي أسرائيل لـ 90% من أجنداتها في العراق. حيث أنهت العراق كدولة، وأغرقته في النزاعات الطائفية والمذهبية والمناطقية، وشرذمت المجتمع من خلال 400 حزب وحركة وغيرها. وأنهت الصحة والتعليم والأمن وضربت المنظومة الأجتماعية والأخلاقية، ووصلت الى قبور أنبيائها، ووصلت للحضارة السومرية والأهوار وأور.لا بل دشنت مطارا في الناصرية لهذا الغرض( لا بل نجحت بخلق رأي عام بقبول التطبيع مع أسرائيل!!)… وسوف تكون لأسرائيل شركات سياحية وشركات بناء ثابته تحت علم ثالث ومن خلال أسهم مع شركات أميركية( أي تتحول أسرائيل للإستثمار بعد نشر الدمار!). وجميع من ترد الإشارة اليه في النقطتين (2 +3) هم شركاء في الجريمة!!.
2. سوف تنتهي العقود للزعماء العراقيين التي أنتهت في عام 2010 وتجددت لحين حزيران 2017. وكانت العقود بعنوان ( السكوت عن أحتلال العراق من قبل أسرائيل، وعدم كشف الأتفاقية الأميركية لرعاية أيران وأسرائيل في العراق.. مقابل بقائهم في مناصبهم والسكوت عن فسادهم ونفوذهم وتكرار فوزهم!!)….. لقد أنتهى مفعول هذه العقود لأن العراق مقبل على عهد جديد لا مكان فيه لهؤلاء.
3. قد يسأل أحدكم من هؤلاء أصحاب العقود ؟,,… الجواب : ــ هم قادة كبار في كل من ((((( المجلس الاعلى، حزب الدعوة، الحزب الديموقراطي، حزب الإتحاد ، حركة الوفاق الوطني،( وتم أستبدال قادة الحركة الملكية الدستورية لعدم تأثيرها، والمؤتمر الوطني بسبب أنحيازه لإيران) أستبدلوا هؤلاء بزعامات سنية من الحزب الأسلامي، و التوافق ومتحدون والقوى السنية، ومن حركة التغيير الكردية، وبعض رموز حركات شيعية ومسيحية وتركمانية))))..
4. تعمدت الولايات المتحدة الألتفاف على المعركة في ( الموصل) وبقاء مربع صغير لا زال عصيا على القطعات العسكرية البطلة… والسبب لان في هذا الجيب ( عراقيون: عسكريون سابقون، وزعامات عراقية، وفصائل عراقية مسلحة) سوف يتم التفاوض معهم والإستفادة منهم في الموصل والمنطقة وبرعاية وضمانات أميركية…. ولقد أخذ السيد “العبادي” علما بذلك…. حيث ستباشر الولايات المتحدة بأدارة مدينة الموصل لفترة قد تصل الى ( 90 يوما) مع الإشتراك مع الشركة المحلية وقوات منتخبة لحين أستتباب الأمن وسوف تباشر الاغاثة الدولية والخليجية للتأهيل والأعمار…….
5. سوف ينتشر الجيش الأميركي في جميع القواعد الأميركية في العراق( ولقد بدأت القوات بالنزول التدريجي منذ فترة حتى يصل العدد لـ 70 ألف جندي!!)…… وشدد الجانب الأميركي على النزول على ضفتي الحدود “السورية العراقية”، وعلى الطرق التي تربط العراق بسوريا، والعراق بالأردن والصعود التدريجي نحو ضواحي العاصمة!!.
6. سوف يتم أحياء (الصحوات) في المناطق السنية وفي حزام بغداد وهي خطة وزير الدفاع ” ماتيس” لتثبيت الأمن. وبالفعل باشر الأميركيون بالأتصال و ووصول بعض المبعوثين الأميركيين الى أعيان وشيوخ حزام بغداد والمناطق شمال بغداد!!.
7. وهناك خطة لدوريات أميركية خليجية مشتركة على طول الحدود (السعودية – العراقية) لمراقبة الحدود والتمهيد للإنتشار في المستقبل….!
نقطة نظام:ــ
كل ماتقدم هو لأجل:ــ
1. لأجل أعادة العراق للولايات المتحدة لوحدها ودون تدخل من أحد هذه المرة.
2. لأجل تنظيم أمن العراق وهيكلية موارده بعد أخراج أسرائيل وأيران منه.
3. لأجل فرض (الأطواق) على إيران في العراق وسوريا.ضمن أستراتيجية ترامب لحصار أيران وأجبارها على الإنكفاء ( جوا، وبرا، وبحرا)
4. لأجل حصار حلفاء وأصدقاء أيران في العراق وسوريا.. و الذين سيعاندون ولم يسلموا أسلحتهم، ولم يتنازلوا عن مواقعهم!!.
5. محاولة أقفال العراق أمنيا لمعرفة الخارج والداخل ومراقبة جميع حلفاء إيران!.
ــ الى اللقاء في تحليل مقبل وحسب تطور الأحداث!.
اترك تعليقاً