كاتب يبرّر اليد الممدودة لخميس الخنجر، الملطخة بدماء العراقيين، ويعتبرها “استيعابا” له من “عراق منتصر”.
وهل المنتصر “يستوعب”، أم يسوم الشروط، ويحاسب، وينتقم بالعدل؟
الكاتب الذي عمد الى “تسطيح” القتل والإرهاب، وبأسلوب باطني، يوهم القراء في تورية مفضوحة، بانه “يدافع” عن الحكومة، وكأنها كلفته بان يبرر “العودة المكروهة”، ليقع في حماقة اكثر قبحا من قباحة التبرير، موحيا للقراء بان الحكومة هي التي “تبنّت” العودة.
تعمد الإيحاء المسيء، وهذه الانبطاحية التي تقترح مشروعا أكبر من حجمها، وبلغة مليئة بالأخطاء النحوية والاسلوبية، سلوكيات توحي للقراء – للأسف – بان الكاتب يمثل وجهة نظر “شبه رسمية”، وفي ذلك خطر، أيّما خطر، وزيف، أيّما زيف، حين تصبح “الارتجالية” سيدة الموقف، والتفسير الشخصاني بانه “مقرب” من الحكومة، فينطق من يهرف بما لا يعرف، ليس لشيء الا لأجل “خالِف تُعرَف”، ولو على حساب دماء الشهداء وضحايا إرهاب الخنجر، وزبانيته وذيوله وسادته.
يبرّر الكاتب عودة الخنجر، بان الظروف، تبدّلت، لصالح العراق، وانّ العراق انتصر.
اذن، الا يفرض المنتصر شروطه؟
هل يحتاج العراق بعد ان حسم المعركة مع داعش، الى الخنجر وامثاله.
وماذا لو كان العراق قد خسر معركته، هل يعود الخنجر المسموم الى غمده؟
عاد الخنجر، ولم يعتذر حتى عن الكلام، الذي أطلقه ضد الجيش العراقي والحشد الشعبي والمكون الأكبر.
عاد الخنجر، طاويا صفحة دعم الإرهاب، والاعتصامات والتحريض، مرغما ومكرها ومجبرا، على ذلك، لانه عرف ان اللعبة انتهت لصالح العراق الواحد، فكان عليه ان يسلك طريقا آخر.
عاد الخنجر لان الممولين قالوا له: كفى، اذهب الى بلدك وحاور خصومك، ليهلّل له المنافقون والاوباش، وانصاف الكتاب، ممّن لا يحسب له في عالم التحليل حساب، وفي عالم الكتابة وزن ثقيل، فضلا عن ماضيه المتقلب بين هذه الكتلة السياسية وتلك، بلا حساب للمبادي، والمواقف الثابتة.
انّ الأخطر في حديث الكاتب، انه يوهم القراء بانه الحكومة هي صاحبة مشروع عودة الخنجر، وهي قراءة متخبطة، انتفاعية، بل ومغرضة، لان الجميع يدرك ان عودته، هي تحصيل حاصل لعملية سياسية تحكمت فيها نتائج انتخابات، فضلا عن قوى محلية وإقليمية.
لقد انتهى المطاف بهذا الكاتب، بعد حقبة من النفاق والتقلب السياسي، والتحليل العاطفي غير العلمي والمهني، الى ان يكون بوقا في جوقة الانبطاح، غير المبرّر، بعد ان انتصر العراق على الخنجر في غمده، او من غير غمد، وهي المفردة التي اخطأ الكاتب حتى في كتابتها وتوظيفها، بصورة صحيحة وموضوعية.
القول الفصل في مثل هذا النفاق، للجهات التي يزعم الكاتب حيثما حل، تمثيله لها، بعد أن أساء لها، عن قصد او من دونه، والاحمق في الغالب يريد ان ينفعك، فيضرك.
اترك تعليقاً