لسان الشيعة الناطق…….خادم المنبر الحسيني
خفايا لم تنشر عن حياة الشيخ الدكتور احمد الوائلي يكشفها نجله
نجل الشيخ الوائلي :
تهريب والدي من قبل عدنان خيرالله طلفاح خارج العراق مجرد اشاعة لاوجود لصحتها على الاطلاق…!
الشيخ الوائلي لم يدخل إلى جمهورية إيران الإسلامية مطلقا منذ ان خرج في العام 1979م وحتى لحظة وفاته رحمه الله بعد سقوط الطاغية 2003 …!
الشيخ الوائلي كان يقول عن سبب عدم سفره الى ايران …(آني عندي عائلة بالعراق.. وسفري إلى جمهورية إيران سيكلفني ان أتعب عائلتي..)……!
نجل الشيخ الوائلي ( محمد حسين ) تم اعتقاله سنة 1983، لكن أحد الأسباب التي حالت من خروجه من المعتقل كونه ابن الشيخ أحمد الوائلي.. وقد أثر كثيرا على نفسية الشيخ حادث الإعدام به من قبل النظام البائد لأنه ابنه الكبير والذي كان يعتمد عليه في أمور كثيرة….فاعدم من قبل جلاوزة صدام بدم بارد.
شمس لن تغيب // متابعة
هنا حوار مع الشيخ محمد حسن نجل الشيخ الدكتور احمد الوائلي يكشف فيه جوانب خفية من حياة وسيرة والده
بشأن مغادرة الشيخ العراق وأهم أسبابها فأجاب قائلا:
* ان مغادرة الشيخ الوائلي خارج العراق كان في الشهر السابع من عام 1979م..
– هل هناك أسباب معينة للمغادرة؟
* عند عودة الشيخ من سفره عن طريق مطار بغداد الدولي قبل أيام من مغادرته العراق نهائيا تفاجأ الشيخ بأحد ضباط أمن المطار يناديه من خلفه بلهجة غير لائقة:
(أحمد.. أحمد..)
فامتعض الشيخ من هذا التصرف والتفت إليه
وقال رحمه الله: (هل تقصدني أنا..؟!)
قال: نعم أقصدك.
كانت تلك المرة الأولى التي ينادى بها الشيخ بهذه اللهجة، فطلب ذلك الضابط جواز سفر الشيخ والانتظار في صالة المطار، وطالت مدة جلوس الشيخ في الصالة لساعتين، بينما كنا ننتظره خارج المطار، فدخل فجأة ضابط برتبة عقيد من أهالي الناصرية على الشيخ -علما ان الشيخ لم يكن له سابق معرفة به- ولكن العقيد كان يعرف الشيخ كشخصية شيخ أحمد الوائلي
فقال للشيخ بالنص وبلهجة ممتلأة بالحشمة والاحترام للشيخ:
(يا مولاي.. يا شيخ أحمد.. مالذي يدعوك بالجلوس هنا.. وما الذي أخرك..)
فقال الشيخ: ان أحد ضباطكم أخذ جوازي.
فدخل العقيد إلى ما بعد الـ(كاونتر) إلى داخل الغرف. وبعد مدة جاء إلى الشيخ وأعطاه جوازه، وطلب من الشيخ شخصيا
وقال له بالنص: (يا شيخ أحمد اخف وجهك هذه الأيام…)
ومن ثم قبل يد الشيخ (بصعوبة) وتركه.
– من كان بانتظار الشيخ خارج المطار؟
* كان بانتظاره الحاج معين جدي وأخي محمد حسين رحمه الله وأنا.
ومن ثم عدنا إلى النجف الأشرف.
– هل أثرت هذه الحادثة على نفسية الشيخ الوائلي؟
* نعم لها أثراً كبيراً في نفسية الشيخ وكانت من بوادر الخطر على حياته وبمجرد وصوله إلى النجف طلب من صهره السيد مهدي أن يهيئ السيارة للسفر إلى الكويت بعد ثلاثة أيام فقط من حادثة المطار.
– هل هناك توقيتا زمنيا معينا لسفر الشيخ؟
* نعم كانت سوء المعاملة في المطار سببا رئيسا لمعرفة ما تحاك له من مؤامرات للنيل منه، وبالمناسبة، بعد ثلاثة أيام من سفر الشيخ الوائلي جاؤوا عليه من المخابرات العراقية يسألون عنه ولم يكونوا على علم بسفره لأن منع سفره لم يكن صادرا عليه حينها
فقالوا: كيف سافر؟
فقلنا لهم: انه سافر بجوازه وبصورة رسمية؟
– عن أي طريق تم خروجهم من العراق؟
* انطلقوا عن طريق (صفوان) في البصرة، ونزلوا عند الشيخ جواد السهلاني، الذي كان يرتاح له كثيرا ولأن الشيخ جواد كان محبا للوائلي ومحباً للشعر بشكل كبير، وتربطهم علاقة طيبة وجيدة جدا منذ أيام الدراسة عندما تتلمذوا على يد السيد أبا الحسن والسيد محسن الحكيم (طيب الله ثراهم)، وكانت محطة استراحة الشيخ الوائلي عند جامع الشيخ السهلاني ومن ثم توجه إلى الكويت.
– هل هناك صحة بشأن الإشاعة والتي تقول ان عدنان خير الله هو من ساعد الشيخ الوائلي بالسفر إلى خارج العراق؟
* لا توجد أي صحة بشأن هذه الإشاعة وليس له أي علاقة بشأن سفر الشيخ الوائلي نهائياً.
– هذا يعني ان خروج الشيخ الوائلي الأخير من العراق كان مباشرة إلى الكويت أو انه كما يقال قد سافر إلى جمهورية إيران الإسلامية؟
* نعم كانت وجهته الأولى إلى الكويت، ولم يدخل إلى جمهورية إيران الإسلامية مطلقا منذ ان خرج في العام1979م وحتى لحظة وفاته رحمه الله، علما انه قد سافر إلى إيران قبل العام المذكور، مع احترامي الشديد لكل من أشاع فكرة سفر الشيخ إلى جمهورية إيران الإسلامية.
– هل وجهت دعوات خاصة للشيخ من دول إسلامية عندما كان في الكويت؟
* توجهت دعوات كثيرة، وعلى وجه الخصوص تلك التي توجهت من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت كثيرة الاعتزاز بالشيخ الوائلي وكانت دائما توجه له الدعوة وتهيئ له طائرة خاصة لنقله لكنه كان يقول بالنص لي شخصيا في إحدى المناسبات:
(آني عندي عائلة بالعراق.. وسفري إلى جمهورية إيران سيكلفني ان أتعب عائلتي..)
والكل يفهم ويعرف هذا الشيء في ذلك والوقت وما هو نوع التعب.. ولم يسافر إلى إيران منذ عام سفره حتى لحظة وفاته..
وكان كله شوق لزيارة إمامنا الثامن الإمام الرضا (ع)، وكان ذلك واضح في أشعاره وعلى وجه الخصوص أثناء مرضه.
– ما هي معاناة الشيخ في أرض المنفى؟
* أكيد ان كل غريب لا يرتاح إلا في بلده ووطنه وشوقه لدياره وحنينه لأرض الغري..
ومسقط الرأس له قيمة عند الشيخ الوائلي فكيف إذا كانت النجف الأشرف فالمبيت فيها عبادة، وعند خروجه منها أثرت على نفسيته كثيرا والدليل على ذلك انه حتى نتاجه (الكتابة والتأليف) كان قليلا جدا وهو في أرض المنفى وكل ما صدر عن الشيخ الوائلي كان مخطوطا بخط يده عندما كان في النجف، فأرض النجف لها مقياسا آخر في قلب الشيخ الوائلي، فضلا عن معاناته عند سماعه خبر إعدام نجله محمد حسين الذي اعتقله النظام البائد وأعدمه.
– هل كان سبب إعدام نجل الشيخ محمد حسين على أثر خروج الشيخ الوائلي من العراق؟
* لا لم يكن السبب، لأن خروج الشيخ كما تعلمون كان 1979 واعتقال محمد حسين1983، لكن أحد الأسباب التي حالت من خروجه من المعتقل كونه ابن الشيخ أحمد الوائلي.. وقد أثر كثيرا على نفسية الشيخ حادث الإعدام لأنه ابنه الكبير والذي كان يعتمد عليه في أمور كثيرة.
– هل هناك وجه آخر لسماحة الشيخ الوائلي لا يعرفه الناس؟
* الكل يفهم من هو الوائلي في محاضراته.. ولكن الذي كان في تماس معه كان يلمس دقته العالية وحرصه الشديد على المواعيد، بل أدق من الدقة -إذا صح ذلك التعبير- وليس بمواعيد اللقاء فحسب بل كان دقيقا حتى بمواعيد الطعام، النوم، الدراسة، والكتابة، وفي حياته لم يخلف موعدا، وهذا ما يعتز به أقرانه.
ولم يذكر شيئا على المنبر إلا وكان أول المطبقين من ناحية الحقوق وغيرها، وكان يحب الشعب العراقي بشكل كبير.. وخصوصا عندما كنا في سوريا.
ومن المصادفات الجميلة جدا أثناء رفقتي له في السنتين الأخيرتين من حياته، كنا في سوريا وفي إحدى المرات كنا في طريقنا من البيت متجهين لزيارة السيدة زينب(ع) فلاحظ مجموعة شباب عراقيين يفترشون الأرض ويبيعون..
فلفت انتباهه صبي صغير العمر فطلب مني الشيخ الوائلي ان اشتري جميع ما عنده في (البسطة) او( الفرشية ) التي على الارض وطلب مني ان اشتريها منه بالسعر الذي يطلبه دون مفاصلة، وفعلاً قد تم الشراء، ومن ثم طلب مني الوالد ان اعطيها له هدية اذا قبل الصبي بذلك، ولم يقبل ذلك الصبي ان يأخذها كهدية لكنه اخذ بعض الاشياء والبقية تم توزيعها.
فالقصد انه كان يحب العراقيين كثيراً وهم كانوا يحبونه وكان في الوقت نفسه بالرغم من حبه الشديد لهم كان متخوفاً من بعضهم لانه ارتطم في اكثر من مرة بتهديد وما شاكل ذلك.
اترك تعليقاً