غمّة (( غمان )) السقوط والنيام …..!!
امير الدعمي
في كل عام من شهر مارس يطل علينا اصحاب الفخامة والضخامة وزناً والامراء والملوك من على شاشة القنوات الفضائية ليستعرضوا لنا طائراتهم وقاعات اجماعاتهم الفخمة التي تكفي الواحدة منها بأثاثها ومقتنياتها ان تحل ازمة الجياع في الصومال او توفر ملايين الخيم للاجئين الفلسطينين في لبنان او الاردن او توفر المساعدات الانسانية للنازحيين العراقيين الساكنيين اليوم في العراء …..
منذ اول قمة عربية عقدت في 13 كانون الثاني من عام 1964 والتي اقترحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في القاهرة وان كان قبلها القمة التي دعا اليها الملك فاروق الاول في عام 1946 التي حضرها الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية ولحد اخر قمة لهذا العام والقمم العربية هي استعراض ونفاق سياسي على مستوى الزعماء الجاثمين على صدور الشعوب حتى نفذت صلاحية اعمارهم ومنهم من كان يغفو من على منصة القمة لكهولة عمره وخريف السنين ….
لكن لهذه القمة اختلافاً اخر لما تمر به المنطقة العربية والعالم من منعطفات خطيرة ….. لكن اي قمة كانت على مستوى المسؤولية لتصلح حال الشعوب وقضيتكم المركزية في كل يوم تتسع وتكبر حتى اصابت العدوى بأنقساماتكم حد اوطانكم وشعوبكم … بالامس جلستم وتأمرتم على من حمى عروشكم لتجلبوا الجيوش وتنطلق القاصفات من اراضيكم لتدك بغداد السلام بمسرحية هزيلة اخرجها حينذاك حسني بأنتاج وتمويل خليجي وهذا غيضاً من فيض ….
اصحاب الجلالة والسمو والفخامة انتم حينما تجتمعون تتفقون على الدمار والخراب ولم تنتج قممكم هذه غير ذلك تجلسون امام بعضكم البعض وقلوبكم مليئ بالغل والحقد تحفرون لبعضكم البعض وتكيدون لبعضكم البعض المؤمرات والدسائس فشعوبكم في واد وانتم في واد اخر لا يربطهم بكم الا القدر السيئ ….. والحظ العاثر الذي جعلكم في طريقنا ….
يدور في ذهني الف سؤال وسؤال ماذا فعلتم لقضيتكم المركزية لفلسطين وشعبها فأذا كنتم وانتم تجتمعون وتنقل صوركم مباشرة كاميرات القنوات الفضائية وانتم تغطون في نوماً عميق فكيف يكون نومكم وانتم تفترشون ريش النعام غير ان اصفه بالسبات العميق فلسطين تنزف وتختصر اراضيها وانتم تشجبون وتستنكرون حتى مللتم من الشجب والاستنكار والتزمتم الصمت …. واسرائيل تتسع وتكبر مساحة وعلماً وثقلاً في صميم قلبكم …. ثم على ماذا تجتمعون والعراق بسبب خياناتكم وجرذانكم يسكن شعبه العراء وهم من افتدوا في سنين خلت عروشكم التي لولاه لكانت ايران وثورتها في عقر دوركم واصبحت العمائم اليوم عنوانكم بديلاً عن العقال والبدلة الانكليزية ….
اصحاب الضخامة والوزن الزائد ماذا فلتم لشعب سوريا ولمصلحة من هجرتم اهله ودمرتم تأريخها وحضارتها ….. ماذا استفدتم من دمار ليبيا وقتل شعبها وتقسيمها …. ماذا جنيتم من دمار اليمن وخرابها هل اتفقتم على نصرة شعوبكم والنهوض بها كيف لي ان أؤمن بكم وانا كعربي اقف في طابور طويل انتظر من اجل فيزة دخول اراضيكم وبجانبي سنغافوري او امريكي يدخل على ظابط الجوازات كأمر بلا فيزة لا ينتظر سوى هنيهة من الثانية لختم دخول لو اراد ما وضعه في جوازه لكن المجاملة وحدها تحتم وضعه !!!! سنوات خلت وانتم تلقون الخطب ونجبر على مشاهدة وجوهاً كالحة جلبت الدمار للشعوب والذل والمهانة تشجبون وتستنكرون من على المنابر وسفارة اسرائيل والعم سام تتحكم بكم وبشعوبكم الاسيرة …. لم يشهد التأريخ ان التقيتم الا وكنتم اعداء ومتخالفين والاغرب ان في معظم افتتاحيات غمّمكم هذه تتلون اية من صورة ال عمران ( واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرقوا ….
وانتم والاعتصام فيما بينكم نقيض وقلبوكم من الغل لا تعرف للألفة طريق اكثر ما اثارني ولفت انتباهي هو الحضور على المستوى الرفيع للزعامات العربية الهرمة عمراً والكالحة والمستهلكة وجوهاً ففي هذه القمة وكأنما يريد الله ان يرينا اياته بهم ان جعلهم هزواً فأذا ما اردنا ان نسمي هذه القمة اسماً يليق بها فأعتقد ان ما يناسبها هو (غّمة السقوط والنيام) بما نقلته لنا الكاميرات من سقوط لزعاماتها ونومهم في منابرها ليختموها لنا ببيان ختامي يشجب تارة ويستنكر الاستيطان تارة اخرى ويدين المجازر في سوريا واليمن وليبيا ويحيي انتصارات الجيش العراقي على مخلفات عروبتنا من جرذان داعش مرةً ويعلن مكان اقامة الدورة التالية في الدولة الفلانية ويلتقطوا الصور التذاكرية التي تذكرنا بخيبتنا بهم … ولتبقى القدس اسيرة وسوريا كسيرة وليبيا مدمرة والعراق في دوامة الازمات واليمن يحتضر في وحدته وشعوبكم لاجئة نازحة تفترش العراء ويفتك بها الجوع والعوز واسرائيل تناطح السحاب وتلامس النجوم فما قممكم هذه الا استعراض وللاسف ايها العرب حتى استعراضكم هذا فاشل يزيد اوجاعنا ويلكم جراحنا
اترك تعليقاً