تذكروا محاسن أصدقائكم ! فالح حسون الدراجي افتتاحية جريدة الحقيقة
6:01 م أغسطس 14, 2018
بغداد//شمس لن تغيب
لا يمكن لأحد أن يشكك، أو يرفض البديهة التي تقول: (العراقيون أطيب من الطيبة.. وأوفى من الوفاء) ! حتى أن البعض من أبناء الأمة العربية ( المجيدة )، لاسيما عروبيو عمان أو فلسطين أو دمشق أو الكويت أو من كان على شاكلتهم يسخرون من وفاء العراقيين الوافر والكبير، ويستهزئون بطيبتهم المفرطة !
نعم، فالعراقيون أوفياء جداً لرموزهم، وأنفسهم، وأوطانهم، وعقائدهم الفكرية والدينية والإجتماعية، لذلك تراهم يرتقون أعواد المشانق طائعين، ويضحون بأعمارهم فخورين، حين تكون أعمارهم وحياتهم ثمناً لوفائهم لعقائدهم، سواء أكانت هذه العقائد سياسية أو دينية، أو حتى شخصية بسيطة.
فهم مثلاً يستذكرون دون انقطاع، رمزهم العظيم، الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، ويفخرون بثورته التحررية، وتضحيته بكل ما يملك من أجل حريتهم وسعادتهم، رغم مرور اربعة عشر قرناً على استشهاده، كما يحفظون صور الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم في ذاكرة قلوبهم المعطرة بأريج الوفاء لما قدمه لهم هذا الرجل الوطني النزيه الشريف من مواقف وتضحيات عظيمة.
وهناك العشرات بل المئات من الأمثلة المضيئة الأخرى التي تنطق بكلمات الحق والتأييد لتقاليد وثوابت هذا الشعب الوفي.
وما دمنا نتحدث عن الوفاء الذي يتصف به العراقيون، يتوجب علينا أن نتذكر اليوم مواقف الشعب الإيراني وحكومته المساندة للعراق، خصوصاً أيام المحنة الداعشية، حين وقف الشعب العراقي محاصراً من قبل الأعداء والأصدقاء، مطعوناً برماح الإحتلال الداعشي المسمومة، ومدججاً بمشاعر الخيبة والخذلان والعار خاصة وأن الطائفيين القتلة وصلوا حدود بغداد، مقابل تراجع مريع ومذل لأغلب القوات الأمنية والعسكرية العراقية، ضف الى ذلك شماتة العرب، وسياط إعلامهم الشامت التي تشلع من أظلاعنا اللحم والعظم معاً .. ولسان حالنا يقول:
ألى من معين يعيننا، ألى من أخ يناصرنا، فيضيع النداء، وتذهب الصرخات دون مجيب، وكأن الطرش قد أصاب الأمة العربية من مشرقها حتى مغربها..
وهنا فقط ينبري الشعب الإيراني وحده مستجيباً دون منافس، فيجود بكل ما يجود به الأخ الحقيقي لأخيه، ويأتي بكل ما يأتي به الصديق الوفي لصديقه حين يستنجد به.. ففتحت مخازن السلاح الإيرانية على مصاريعها أمام العراقيين، وتوافد الخبراء والقادة الكبار من (الحاج سليماني) القائد الكبير، الى أصغر جنرالاتها الحربيين، وكلهم يقول:
أنا معك .. فكانت (عونة أخوية شريفة) لم تنته الا وداعش قد انتهى الى خارج خارطة العراق يرفس كما يرفس البغل المثخن بالجراح، والمشرف على الموت..
نعم، لقد وقفت معنا ايران في أزمتنا، وأية أزمة كانت ؟!
ولأننا أوفياء، يتوجب علينا أن نرد الجميل لإيران الشعب، وايران الحكومة، وايران المتطوعين الشرفاء.. نرد الدين لها اليوم وليس غداً، فهي الان تعاني من حصار اقتصادي ظالم، وقد يفعل هذا الحصار ما لا تستطيع كل جيوش العالم أن تفعله ضدها.. لنقف مع ايران من باب الوفاء، ورد الجميل، وليس من باب المذهبية، والتآزر المذهبي، ولا من باب عدو عدوي صديقي، ولا من باب المزاج السياسي المتغير بين لحظة واخرى، أو من باب الحسبة المادية التي تضع الأرباح قبل وضع المعادلة، ومن باب رد الجميل لمن ساهم في انقاذ بلادنا من شبح السقوط المفجع اللعين.
أنا شخصياً مع إيران التي وقفت معنا في محنتنا، ولستُ مع أية (إيران) أخرى .. والحليم تكفيه الإشارة!.
اترك تعليقاً