هكذا تكون العقود وإلاٌ فلاٌ .. الشركة العربية تتحمل النفقات الدراسية والمعيشية ل 700 طالب أكاديمي بحري
يرى مختصون في شؤون التعاقدات الدولية، أن تحقيق أقصى المنافع المتوخاة من أي عقد، سواء أكان حكومياً أو مع القطاع الخاص، لا يكمن في مدى المردود المالي على الجهة المتعاقدة فحسب، أنما يكمن في قدرة هذا العقد على استكمال البنى التحتية للمؤسسة صاحبة العقد، ومدى الافادة منه في تطوير القدرات البشرية وتنميتها، فرأس المال الحقيقي ليس بحجم الرصيد المالي الذي قد تخسره الجهة مهما كبر، بل بحجم الكادر المؤهل الذي يمكنه تحقيق استدامة شاملة، وتحقيق تكامل يحصن الجهة ويرفدها بقدرات وخبرات مستمرة حتى تتجنب عواقب الانهيار، فالمؤسسات لا تقوم على المال فحسب، بل أن العنصر البشري الذي يدير دفة هذا المال هو أثمن بكل المقاييس، ومن هذا المنطلق كانت شركة ناقلات النفط العراقية، وهي احدى تشكيلات وزارة النفط، قد دخلت بعقد شراكة مهم مع الشركة العربية البحرية لنقل البترول- وهي واحدة من تشكيلات منظمة أوابك الدول العربية، رغم انها تحمل الجنسية العراقية- وقد تضمن هذا العقد, الذي حمل العدد 45 في سنة 2017 فقرات عدة، كان من بينها فقرة يشير فيها البند التاسع لضرورة ارسال 700 طالب لغرض الدراسة ونيل شهادة البكلوريوس في علوم الهندسة البحرية، ومن ثم التخرج بعد اربع سنوات بدرجة ضباط بحريين من الاكاديمية العربية للعلوم والتكنلوجيا -احدى تشكيلات جامعة الدول العربية- وعلى نفقة الشركة العربية البحرية لنقل البترول.
وبالفعل، فقد التزمت الشركة العربية البحرية لنقل البترول بفقرات العقد، وطبقته بأمانة وصدق، لاسيما البند التاسع منه، فوفرت جميع متطلبات الدراسة لهؤلاء الطلبة، مع تجهيز التفاصيل المادية والدراسية العلمية التامة، والتي تمكن الطلبة من تحقيق حلمهم المنشود.
وقد ألتحق عبر هذا العقد 100 طالب بتاريخ 24/ 2/ 2017, كدفعة اولى، حيث بدأت الدراسة في اليوم الثاني لوصولهم القاهرة، وقد كانت مساحة دراستهم في السنة الاولى (كورس واحد)، بينما ستكون في السنوات القادمة (كورسين). علماً بأن مدة الدراسة كما ذكرنا اربع سنوات، تتخللها فترة دراسة عملية تطبيقية فوق السفن والناقلات.
أما الاختصاصات التي يدرس عليها الطلبة، فهي علوم بحرية، وعلوم هندسية، وهندسة كهرباء، حيث ستنفصل عن العلوم الهندسية في المرحلة الثانية تحديداً.
ولعل المهم ذكره هنا ان هؤلاء الطلاب، وبعد ان أنهوا عامهم الدراسي الأول، عادوا الى العراق للتمتع بإجازاتهم الصيفية حتى نفاذ هذه العطلة، إذ يجتمعون اليوم في حفل توديعي ترعاه البصرة الفيحاء رغم جراحها وقد تضمن الاحتفال توديعاً رسمياً وشعبياً، يليق بشباب أقسموا على النجاح الكبير والعودة من مصر متوجين بأكاليل التفوق العلمي الرصين.. انهم يعودون اليوم الى مصر، لإستكمال دراستهم الأكاديمية في المرحلة الثانية، وعيونهم شاخصة نحو الهدف الأسمى، هدف خدمة العراق العزيز..
وهكذا يواصل هؤلاء الشباب المائة تحصيلهم العلمي، ليأتوا بعد ثلاث سنوات محملين بشهادات العلم والتجربة والآفاق البحرية الواسعة، ليساهموا برفد وزارة النفط، ورفد البحرية العراقية بما نالوا من علوم وخبرات أكاديمية رصينة متقدمة، ذات شأن كبير.
ختاماً نقول :
اذا كانت وزارة النفط قد نجحت في ادراج هذا الشرط المهم في عقدها مع الشركة العربية البحرية لنقل البترول، وهو ادراج مهم، وعمل مفيد، وموفق، فإن نجاح الشركة العربية في تنفيذ وتفعيل هذا الشرط، بشهادة الطلبة انفسهم، وبشهادات عوائل الطلبة المبعوثين، يجعلنا نعترف بهذا الاداء المسؤول، ونشير اليه بإصبع البنان، مادمنا في موقع الإعلام الوطني المسؤول، مع توجيه خالص التحية والتقدير لوزارة النفط العراقية، بشخص وزيرها المهندس جبار اللعيبي، وبالشكر والعرفان لمن ساهم في صياغة هذا العقد الناجح، كما نتوجه بالامتنان للشركة العربية، التي وافقت، بل وقد طلبت بنفسها ادراج هذا الشرط، فقامت بتنفيذه افضل تنفيذ، مواصلة التزامها في ايفاد مائة طالب جديد في كل عام حتى استكمال العدد المقرر في العقد، والبالغ 700 طالب، دون ان تتراجع او تتلكأ، أو تتملص من التزامها، فلا تقوم بتنفيذه بشكل مرض، وسليم.
وهنا نطالب وزارة النفط، وجميع الوزارات الاخرى بأن تستفيد من تجربة هذا العقد المثمر، فتجعله أنموذجاً وقدوة تحذو بحذوه جميع الشركات المتعاقدة مستقبلاً.
فشكراً لوزارة النفط، وألف شكر للشركة العربية البحرية ..
اترك تعليقاً