أسامة النجيفي …… سرطان الطبخات وسيرة رجل اصطدم مع الجميع……!
7:42 ص مايو 1, 2018
يستمرأ الوهم ويصدقه ويلوك الازمات ويفتعلها في كل حديث وحادثة، يبدو مناهضا على الدوام لما يصورها مؤمرات، لكنه في الظل طباخ المؤمرات، وهذه المرة قادم بمشروع اقلمة العراق مع تأسيس حزبه الجديد “للعراق متحدون”، ومعه دارت أسطوانة الطائفية المشروخة وبات يقدح بالحشد الشعبي ودماء مقاتليه لم تجف، وهو يقول ان حشود نينوى هي من ستمسك الأرض في الموصل عودوا من حيث اتيتم بل لا تدخل فسنتصدى لكم، حتى غمز البعض بان ما جرى في أربيل هو اعلان تأسيس حزب “للفراق متحدون” ! .
ليست هذه المرة الأولى التي سرعان ما يثلم فيها اسم حزب للنجيفي او ائتلاف يراسه فقد سبق ان وصف سياسي بارز ” تحالف القرار” بانه سيقود دولة ” محاربة للفساد”.
قال أسامة النجيفي اثناء مؤتمر التاسيس وقد عكس نحوله نحول حزبه الجديد بغياب أسماء بارزة “ان الحزب الجديد لا يملك أي جناح عسكري له !
، ولا نرفض أن يكون للأحزاب أجنحة عسكرية ” كان يتحدث مصدقا ما يقول وكأنه يعاني من زهايمر او قد نسي ان شقيقة اثيل النجيفي الذي يراس فصيلا مسلحا اسمه حرس نينوى وكان يقف الى جواره ، فذكر مخاتلا “بالنسبة لقوات حرس نينوى فهذه القوات قانونية !”.
بدا الرجل الذي بات السرطان ظله وكأنه يعتاش على الازمات حارق اقرب مقربيه ومشعل الحرائق مع خصومه ليبقى وحيدا في الساحة كخيار لما عبر الحدود ، فقبل تأسيس الحزب اشعل النار باوراق القيادي فيه وشريكه حتى وقت قريب وزير المالية الأسبق والحماسي بامتياز رافع العيساوي حين سرب ان العبادي تكفل بحلحلة أزمات العيساوي القضائية حتى هاج الشارع العراقي قبل موعد قطاف الوعد فبطل المخطط.
يدور لولب الرجل مثل سرطان تائه على جرف واد تارة مندسا تحت قفطان سلطان عثماني مثل انكشاري لا يستطيع الا ان يلبي أوامر الوزير الأعظم فحرص على ان يضمن البيان التاسيسي موقف الحزب من عدو تركيا الأول مقاتلي البي كا كا “بعد التحرير تم احترام إرادة سكان نينوى لا نقبل بتواجد بي كا كا في نينوى وعلى عناصرها الخروج من أرض العراق” ، كلام محمود لو كان بتجرد ومن دون وصفة عثمانية ، وتارة أخرى مغازلا تميما وامراء الدوحة في مهاجمة الحشد ليعلن ان “مرحلة ما بعد تحرير نينوى معقدة تحتاج الى تفاهمات وكبح الميليشيات !” هو يقصد الحشد فيصف حديث القيادي فيه الشيخ قيس الخزعلي عن البدر الشيعي في المنطقة بانها “تخرصات” في لعب واضح لدور المحامي .
وزاد ان حديث الخزعلي “استهداف لعقائد وهوية المنطقة، مرفوض من قبلنا، وسنتصدى له”.
لا يفارق أسامة اثيلا بل ان الأخير بات نقطة ضعفه وورطته أيضا فيخيل اليه ان العراقيين والموصلين بالذات مصابون بالزهايمر وفقدان الذاكرة ، فيطالب خلال مؤتمر عقب التاسيس الجديد ولم يتطرق في مثل كل مرة عن محاكمة من تسبب بسقوط الموصل وتقديمهم للمحاكم الداخلية، وحين حين يُصدِّق (السياسي الطارئ) ما يعتادُهُ مِن توهُّم، كان قبل ذلك يقول اذا لم نستطع من اجراء تلك المحاكمة يزيد قائلا “إذا كان هناك عدم قدرة سنلجأ للقضاء الدولي”…….هذه قبل اما الان فالامور مع الجارة العزيزة ايران (( حيل اوكي )) خاصة بعد الزيارة الاخيرة لمجموعة من قيادات تحالف القرار لايران وقبضهم الدعم المالي المشروط…..!
كان أسامة النجيفي، وأخوه اثيل، جزءاً كبيراً بل رئيسياً من سبب سقوط الموصل، بسبب تأليب الوضع والأهالي ضد الجيش العراقي والحكومة، التي أيضاً اشتركت بأخطائها بهذا الانهيار الأمني، لكنّ هذا لم يكن سبباً لوحده، لأن سياسيي الأزمة، الذين يعتاشون على الحرب الطائفية، أيضاً كانوا من أصحاب الدور الأكبر بهذا الانهيار.
الم يقل في حزيران 2013 ان مشروع متحدون للإصلاح في الموصل هو مشروع نهضة !! ، وما ان فتح فاه حتى مرت عربات داعش مثل سرطان اسود اجتماح المدينة واستلب الحياة ، ويستمر الكذب يومها فيقول ان إنجازات نينوى بفضلنا كان الأولى على مستوى العراق ولكن مراجعة لديوان الرقابة المالية والأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة المالية يوم كان يديرها الشريك رافع العيساوي تخبرك بان نينوى كانت الأخيرة بنسبة انجاز لم تتجاوز 4.6 % .
ينتمي اسامة النجيفي الى عائلة موصلية مشهورة على المستويين السياسي والاجتماعي بالاضافة الى عالم المال والاقتصاد.
صلته الحميمة بالأتراك لم تمنعه من التخصص في تربية الخيول العربية الاصلية. تلك الخيول التي يقول النجيفيان اسامة واثيل ان تنظيم داعش صادرها ، فيما ينزلق لسان شقيقه بالقول انه تمكن من استرجاع عدد منها كونها اصيلة متحدثا بفخر ، ومتناسيا شكل المفاوضات التي خاضها مع الدواعش لاسترجاع الخيول ولم يسترجع المدينة التي استلبت .
الارث طويل لهذه العائلة منذ الفترة العثمانية كان جده محمد النجيفي الخالدي عضوا في مجلس النواب العراقي في العهد الملكي, كما ان والده عبد العزيز النجيفي عضو مخضرم في البرلمان العراقي في العهد الملكي ، لكن هذا الإرث مزقه الأبناء الثلاثة فلم يمنع خصوم النجيفي من محاولة الطعن بتوجهاته السياسية الداخلية والاقليمية حد التذكير بمطالبة جد النجيفي باجراء استفتاء دولي بضم الموصل الى تركيا وكأنها جينات وراثية.
يذكر عبدالعزيز القصاب، الذي تم تعيينه أول محافظ (متصرف) في الموصل بعد سقوط الدولة العثمانية، وتشكيل الحكومة العراقية تحت الانتداب البريطاني، إنّ محمّد النجيفي، الجدّ المباشر لأسامة، جاءه ببعض الخرائط والمستندات مع عدد (2) من الخيول العربية، بوصفها “رشوة” من أجل تسجيل بعض الاراضي الزراعية والقرى في مناطق شمال الموصل واطرافها والتي منحته اياها الحكومة العثمانية بناءاً على خدماته لهم، فما كان من القصاب إلاّ أن طرده من الدائره هو وهديته، لكنّ النجيفي الجد لم يمل، فذهب إلى عبد المحسن السعدون إبّان استيزاره لوزارة الداخلية، مع ذات الخرائط والخيول، مشتكياً على عبد العزيز القصاب، إلاّ أن السعدون طرده أيضا.
وليس هذا فحسب، بل قامت عائلة النجيفي بجلب ضابط تركي برتبة جنرال، بملابسه العسكرية مع مجموعة من المؤيدين له، وذلك عند مجيء هيئة الأمم المتحدة للتصويت على مدينة الموصل حول ضمها الى تركيا من عدمه، لكنّ اهالي الموصل قتلوهم وطردوهم.
ويبدو أن الوضع السياسي العراقي مُصرٌّ على اجترار شخصياتٍ بلا لونٍ ولا طعم ولا رائحة، وقد تصدق الكوميديا الواقعية التي يعيشها العراقيون بتقديم شخصيتين من هذا النوع من منزل واحد، مثل أسامة النجيفي وشقيقه أثيل النجيفي ، وإعادة الإنتاج هذه تتم في خيط من الوهم بين انقرة وإسطنبول وجنيف وبروكسل والدوحة.
ويبدو ان الرجل كان بحاجة الى عملية إعادة تدوير فلجأ الى شركة ( چارت وَل) في مدينة مكلين بولاية فرجينيا لتحسين صورته وصورة اخيه بمبلغ ثلاثمائة الف دولار أمركي فارسل اثيل ومعه رافع العيساوي ورتبت لقاءات للاثنين بأعضاء كونغرس وسياسيين في واشنطن، ورسمت خطة تأسيس قوات الحرس الوطني من إبناء مدينة الموصل للمشاركة في دحر داعش واعطوا شقيقه الوصفة ، حتى زار مستعرضا معسكر تلك القوات وبدت صورته الغبية وهو يحمل سلاح كلاشينكف من دون رشاشة ، ثم سرعان ما انهار ساقطا على الأرض يوم كان رفقة رجل الاعمال خميس الخنجر وشقيقه اثيل ، ويومها بانت اثار اصابته بالسرطان بحسب ما سرب من مستشفى في إسطنبول نقل اليه النجيفي بترتيب من القنصلية التركية في أربيل.
تسنّم النجيفي عدة مناصب، فقد عمل بوصفه مهندساً في مديرية توزيع كهرباء نينوى، ثمّ مدير كهرباء تلعفر لـ 4 سنوات، ثمّ “مهندس أقدم” في التشغيل والسيطرة في مديرية توزيع كرهباء الموصل، ثم رئيس مهندسين، ثمّ رئيس مهندسين تخطيط كهرباء مديرية توزيع الموصل.
فيما بعد، ترك النجيفي الوظيفة الحكومية، ثمّ أسس شركة الأصالة للإنتاج الزراعي عام 1998 في منطقة النمرود في الموصل، وأيضاً عضو مجلس إدارة في شركة المعمورة للاستثمارات العقارية.
بعد عام 2003، ولأن الفوضى لا انتهاء لها، وجد النجيفي ثغرةً فدخل الى الجو السياسيّ الخالي من الضوابط، فعُين في عام 2005 وزيرا للصناعة والمعادن في حكومة الجعفري، وقتها، وحتى الآن، صارت الوزارة أثراً بعد عين، خصوصاً بعد تكسيرها وجعل صناعاتها لا شيء بمقابل البضائع المستوردة، التركية منها خصوصاً، فذلك العام هو الذي شهد الانفتاح التجاري العملاق لتركيا، في مقابل توقف المصانع الخاصة بالجلود والبطاريات والإطارات والملابس وما سواها.
وهو واحد من آل النجيفي المختلفين والمتشابهين في آن فأسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية ذي التوجهات الاخوانية الذي يرى ان افضل حل للموصل هو تمسكها بتراثها الدينة فيريد ان يعلن المدينة امارة إسلامية مجترا خطابا سلفيا وكأن وجه العملة الاخر من زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي ومحمد تاجر الخيول والمراهن في حلبات الريسز .. الشيوعي الذي تحول الى العلمانية العلمية، وانشغل بالمال والصفقات واثيل البعثي ذي التوجهات القومية ولان لا ثبات في السياسية فان القومجي اثيل يلوذ اليوم عند الاكراد لاستعادة المدينة بعد خرابها
ولان اجتياز الموانع لتحقيق المآرب صفة ملازمة لادائه عقد صفقة هو وأخيه اثيل مع البارزاني تنازل فيها عن 10 كيلومترات مربعة من أراضي الموصل تتضمن منطقتي القوش وشيخان لصالح إقليم كردستان، وسرعان ما فاحت رائحة الصفقة نفطا وعقودا مع ممثلي شركة أكسون موبيل
ويبدو ان فتح حنفية النفط بين الاكراد وتركيا خفف من كلامه عن ال بارزاني، واعاده تحت قفطان السلطان العثماني
بعد وزارة الصناعة صنع النجيفي طريقا لبقائه في دائرة الضوء عنوانه ادفع تقبض، فبات اكبر مشتر للاصوات ومزور للانتخابات، وما كشفته النائبة ماجدة التميمي خلال جلسة استجوب المفوضية ييبين من السياسي الذي يمتلك قدرة تمكين اتراك وسوريين من المشاركة في الانتخابات لقلب نتائجها في الموصل ، انتخِب النجيفي عضوا في مجلس النواب عن محافظة الموصل 2006 ضمن “القائمة العراقية”، وفي 2009 انتخب أمينا عاما لتجمع “عراقيون” الوطني الذي يضم كتلا سياسية وأحزابا وشخصيات، فيما اختير النجيفي، كجزء من المحاصصة السياسية، رئيسا لمجلس النواب العراقي (البرلمان) للدورة الانتخابية الثانية في 11 تشرين الثاني 2010، بعد ان لبس عباءة الاخوانجي ، فالمعادلة تقول ان رئيس الوزراء ورئيس البرلمان يجب ان يكونا أبناء سيد قطب بنسختين شيعية وسنية فحصل على 227 صوتا من أصل 295 صوتا.
ولأن العراق حلبة صراع ديكة، مثّل النجيفي الصوت السني المتطرف حد اجترار الصدأ، تجاه المالكي، رئيس الوزراء الصاعد بطاقةٍ حزبية وعشائرية، فالأول يتهم المالكي بـ”التفرد بالسلطة”، والثاني يتهمه بـ”فضائح اختلاس أموال، والعمل مع جهات خارجية لدعم الإرهاب في العراق للإطاحة بالمالكي”.
بعد احتراق ورقته هو وغريمه بشكلٍ رسمي، أعلن النجيفي في ٢٠١٤ سحب ترشحه لمنصب رئيس مجلس النواب داعيا رئيس الوزراء حينها نوري المالكي إلى موقف مشابه وعدم الترشح لمنصب رئاسة الوزراء لولاية ثالثة، وأكد أن أعضاء “التحالف الوطني” أبلغوه بأن المالكي لن يسحب ترشحه إلا إذا سحب النجيفي ترشحه، قائلا “رغم غرابة الشرط وخروجه عن المنطق؛ فإنني أعلن أنني لن أترشح، والتغيير يتطلب التضحية”.
وأسند إليه فيما بعد منصب نائب رئيس الجمهورية أواخر 2014 ليكون ثالث ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم بدا مشهدهم وهم يقفون في قصر السندباد وينظرون من شرفته الى خراب خلافه نزاعهم ، تلك المناصب ألغاها رئيس الوزراء حيدر العبادي ضمن إصلاحات لإطفاء غضب الشارع العراقي في أغسطس/آب 2015 على خلفية احتجاجات شعبية مناوئة للفساد، لكن الثلاثة الذين عبروا عن رفضهم للقرار ثم عدم حاجتهم لتلك المناصب كزعماء سياسيين كانوا اشتكوا للاتحادية للعودة لقصر السندباء فلا يستطيعون العيش دون وجاهة.
ساهم النجيفي أيضاً بإدارة فاشلة لمجلس النواب العراقي، كانت ضمن أسلوب التستر على الفاسدين، وإدامة لذلك الشلل الذي أصاب المجلس من قبل النواب، ومن إدارته، فضلاً عن تحيّزه بإدارة الجلسة بشكلٍ طائفي.
يمثل النجيفي، نقطة توتر عالية، السياسي الذي لا يبتسم، الذي يفتخر بأنه ينحدر من عائلة اقطاعية، ويلعبُ بشكلٍ واضح بمشاعر الناس، ولعلكم تذكرون دعايته الانتخابية في “متحدون” التي ساعة تكون للإصلاح وساعة للعراق حين يكون لا مفر له الا بالعودة اليه لما عرف الشيفرة الامريكية التي جاءت بلسان دونالد ترامب، ذلك الائتلاف الذي لم ينتبه يوماً لجمهوره من السنّة، حتى تشرّدوا وصاروا نازحين وضحايا إرهاب وإرهابيين.
لا تحط طائرة نائب الرئيس في بغداد الا كمحطة ترانزيت فلأسامة النجيفي جولات مكوكية مزدحمة بين تركيا والسعودية تعدتها الى انقرة وبروكسل وجنيف، جولات لا تنتهي، حتى وصفه أحد الإعلاميين بأنه يراه “تركيّاً أكثر من أردوغان نفسه”……!
اترك تعليقاً