إن شانئك هو الأبتر
محمد إسماعيل
لم تخلُ تجربة تحول سياسي، من إخفاقات إجتماعية.. تلك بديهة حتمية، عانتها الدول التي سبقتنا في التغيير من نظام سياسي الى آخر، وبمجرد حلول بطل وطني أو حزب منصف أو إدارة حكيمة، تزيح التراكمات السيئة التي جاء بها نهازو الفرص الذين خرجوا من القرن الرابع الهجري.. عهد الشطار والعيارين في بغداد العباسية، تحت ميوعة خلفاء ضعفاء حد الأُبنة، شجعت قوى إستنزفت جوع الناس جوعاً، هؤلاء عادوا بعد 2003 فهم يتربصون بالأحداث من قبورهم، وكلما وجودوا فرصة حطموا بلاط اللحد.. زومبيات.
وما شذى حسون، وسواها إلا نساء بنين على تجارب فردية، عندما لمسن ضعف خلفاء نهاية الدولة العباسية، بعرفهن على مكامن الضعف البشري لدى شخصيات متنفذة.. مالياً أو إدارياً.. متصورات أن العراق الآن “ديرة فنطرزة” معتمدات في هذا التصور على صلات شخصية برجال أوهى من المناصب والوفروات المتحققة لهم؛ وأصابت معها في الدورة الأولى من “مهرجان العراق” الذي جنت منه أموالاً طائلة، وإستعرضت أجساداً لا تنتمي الى ثقافتنا.. مجتمعنا من أرقى طبقاته في اليرموك الى أبسطها في مدينتي.. الثورة، إذا أردن أخوات العريس والعروس الرقص، تقفل عليهن أبواب لا يدخلها رجل، وقبل إنتهاء الحفل يتكامشن من الشعافي:
– موزين إختي رضت بخوج
– والله أخوي زين القبل يسترها بعد ما دار بيها في الزوراء وسنتر الكلية
ليس عيباً ألا تتعرى بناتنا في الحفلات وتسمح مجتمعات في دول أخرى بالظهور في الشوارع بالشورتات.. كل حزب بما لديهم فرحون.. لا نفرض ثقافتهم علينا ولا ثقافتنا عليهم.
أما أن تفتح شذى ثغرة في البناء الإجتماعي المرصوص فهي جزء من خراب المرحلة الآخذ بالتصحيح إن شاء الله، وهي لا تعرف.. ويبدو أنها تبخل عن صرف رواتب لمستشارين قانونيين وإعلاميين وموسيقيين وشعراء، ينتشلونها من المساءلة القانونية، بشأن إعلانها “أم تستلب إبنها تتحول الى كائن شرس” فهو تهديد صريح للسيد رئيس إتحاد الصحفيين العرب.. نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي، رداً على رفضه إقامة دورة ثانية من مهرجانها سيء النتائج!
إنها.. كغيرها ممن يستسهلن الوصول بوسائل غير مهنية، يتعاملن مع العراق على أنه مغفل، قياساً على أصحاب نفوذ مالي أو إداري.. ما يصدكون يشوفون تنورة قصيرة وقميص مفتوح! يساعدونهن على فتح أقفال البنك المركزي لـ (يهمشن) تميلاً لمهرجان سفيه، ولا يعلمن أن شعب العراق يميز بين (الحرية) و(الإنفلات) التحرر ملتزم يربأ ببناتنا عن الإبتذال.. قناعةً وليس قمعاً، لا فضاء فيه لمن تطرح نفسها صانعة ثقافة، وكأن الثقافة شو وليست منجزاً.
فإذا شذى حسون، مدعومة من (وره) بمسؤولين يتخلون عنها بعد أول (هزه)… مؤيد اللامي مدعوم بمثقفي العراق كافة.. يستشهدون بين يديه؛ لأنه حامل رسالة… ومن يزعل من الحق لا يراد رضاه بالباطل.
اترك تعليقاً