أمي دائما على حق…..!!
هادي جلو مرعي
إهداء لروح والدة الزميل الصحفي سعد الأوسي ولكل الأمهات.
شيء واحد اتمناه ولاأتردد فيه: أن أموت قبل أمي. أن لاأبقى يوما إضافيا في الحياة وهي ليست موجودة.وحين سألتني الصحفية عن اليوم الذي هو الأسعد بالنسبة لي؟
أجبت إنه اليوم الذي أصحوا فيه وأجد أن أمي ماتزال تتنفس الحياة وتواصل مسيرتها الصعبة والمضنية فهي عاشت لأجلي ويمكنها لو تطلب الأمر أن تموت لأجلي. حين تكون هناك منازعات في المنزل ومع الآخرين تخوضها فأمي دائما على حق. ولماذا هي كذلك؟
لأنها ليست طرفا في المشكلة بل هي جزء من معادلة الأعلى والأدنى وهي في الأعلى دائما. هي قدمت كل شيء في مطلع الحياة من أجلنا وإشتعلت كشمعة لتنير طريق حياتنا الصعب والشاق والمليء بالظلام وكانت لاتشاركنا الطعام بل تنظر إلينا بسعادة ونحن نأكل خشية أن لايكون كافيا فتبيت ليلها جائعة ونحن نيام مطمئنون ولايشغل بالنا شيء سوى التفكير باللهو واللعب والمدرسة في اليوم التالي بينما هي تسهر لتفكر في الطريقة التي تؤمن بها دوام معيشتنا ولتتجنب المطبات والمهم عندها أن لاننشغل بشيء طالما أنها قررت التضحية الكاملة. أمي تحب أولادي أكثر مني ربما.
وقد لاتفرق بيننا ولكنها تنظر لهم نظرة حنونة وتخشى عليهم كثيرا وتخاف من مرضهم ومن شقاوتهم ووقاحتهم الزائدة وتطمئن عليهم في الأوقات كلها دون أن تحتسب لميزة الوقت الذي يكون في صالحها فهي نذرت كل شيء لهم فقط. مبدأ التضحية الكاملة التي تحيل الإنسان الى الأعلى على خلاف تضحيات الرجال والنساء المحسوبة بالمسطرة والقلم هي التضحية الأكثر روعة وإبهارا وهي التي تجعل الأم خارج حسابات الربح والخسارة وهي أعز من الزوجة والأبناء والشهرة والمال والمنصب. هي الحضور الأصيل والكامل. أمي دائما على حق.
اترك تعليقاً