علي كامل الفضل

يبلغ سكان الجنوب (بصرة -عمارة- ناصرية) ثمانية ملايين نسمة، بينما لا يزيد عدد نفوس محافظة الأنبار على مليون نسمة فقط، ويبلغ عدد نواب الجنوب (٥٢) نائب، بينما يقتصر عدد نواب الأنبار على عشرة نواب فقط، في حين لا تجد أي وزير من أبناء الجنوب في الكابينة المهداوية الجديدة، بينما حصلت الأنبار وحدها على أربعة وزراء.

هذا هو قدر أبناء الجنوب الذين لا يحسنون الدفاع عن حقوقهم، ولا يدركون اين تكمن مصالحهم ومصالح اولادهم، كان عندهم اربعة وزراء أقوياء أشداء عقلاء، كانوا من خيرة المدافعين عن استحقاقات الجنوب، نذكر منهم:-

– كاظم الحمامي (وزير مستقل مبدع جريئ شجاع مقدام لا يرضخ لأحد).

– جبار اللعيبي (وزير خبير متخصص مندفع نحو تحسين أحوال الجنوب).

– ابو احمد الراشد ( وزير ثاقب البصرة، مجاهد حقيقي، قلبه وروحه مع الجنوب).

– محمد شياع السوداني (وزير شجاع ذكي قوي من الخبراء المتميزين المتفوقين في أعمالهم المشهودة كان مرشحاً لرئاسة الوزراء)

وكل القصة وما فيها ان قيادات الأحزاب (النفعية) العليا هي التي امرت مرتزقتها في الجنوب لمحاربة هولاء الوزراء، الذين احرزوا اعلى النتائج في أداءهم المتميز، فجاءت الضربة القاصمة لكي تحصل فيها  الأنبار على اربعة وزراء في صفقة واحدة، وتحصد بغداد حصة الأسد، بينما ضاعت حقوق البصرة والعمارة والناصرية بجرة قلم. وضاعت معها حقوق الكوت والديوانية والسماوة.

وحتى لا يتفاجأ أهلنا في الجنوب، نقول لهم: ستفقدون قريبا مكتسباتكم التي أحرزتموها في عصركم الذهبي، الذي أسدلتم الستارة عليه بأنفسكم قبل يومين، فلا الاراضي التي وزعها اللعيبي وفنجان، ولا الحوافز المالية التي خصصوها لشركات النفط والأسمدة والبتروكيماويات والحديد والصلب والمواني والنقل البحري، ولن يكون للجنوب اي شأن بعد الآن، والبركة في مرتزقة الاحزاب النفعية والكيانات الربحية التي حذفت الجنوب من ضميرها وذاكرتها وأجندتها.